إلا حصائد ألسنتهم
آه كم ينشرح قلبي للحظات الود والتسامح ..!
ما أجمل الحياة في مجتمع يسعى كل فرد فيه ليحقق مصلحة أخيه بكل سرور !
يعيش أفراده بين تعارف و تآلف حيث لا يعرفون إلا الصفاء، تظللهم سحب حسن الظن و الإخاء، و لكن ..!
لحظات الصفاء لا تدوم و الشيطان حولنا يحوم، فتراه ينشر روائح كريهة من سمومه،
حتى تعكرت و تزعزعت صفوفنا بسبب انزلاق ألسنتنا بالغيبة و النميمة، نعم يا أمة محمد
هكذا غبار الغيبة يعكر صفو حياتنا و يسعى بالتفرقة بيننا و ما أدراك ما الغيبة ؟!
فاكهة المجلس.. و بضاعة المفلس. أيها العبد :
رزقك الله لسانا ناطقا، حجمه صغير، و جرمه كبير ماحق، يفعل بالحسنات كفعل اللهيب للهشيم حارقا ... نعم ... بالغيبة أرى الأغلب بين الناس ماشيا، أما علمت يا هذا :
إنها سفيرة النوايا الخبيثة في دولة الفساد، هاتكة الأعراض، مهلكة العباد، دعوها دعوها فهي نتنة ...
|| الغيبة || ريح سامة تهب من القلوب التي افتقرت أرضها من إيمان يحييها ..
فأعملت فيها الغيبة معاول تهدمها .. ألا ترى آثارها ؟ ألا تشاهد دمارها ؟
تقطع علائق الود، تبذر بذور الحقد، تقتل النية الصالحة، تطفئ أنوار الهدى في جنبات الفؤاد، تشعل شيخوخة المجتمع و تنذره بالعجز الدائم ليوم التناد .
ألا يا رعاكم الله اسمعوا نداء الرحمن" وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا الحجرات: ١٢
أسألك سؤالا واضحا و أجب إجابة صريحة : أتحب أن تأكل جيفة قد نتنت وانتفخت ؟!!
بالطبع لا.. إذن ما جوابك على سؤال الحق:"أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ" الحجرات: ١٢..؟!
اغتبت ... و هتكت أستارا ... و رويت غلك من أخيك ... و لازمت الأشرار فقل لي بربك : ماذا أفادك ؟؟
أين من كان أصحاب رسول الله قدوته ممن تقفى خطى حمالة الحطب ؟!
تيقن أيها المسلم أن الله سميع عليم، فهلا انتباهة قبل أن تجرك لسانك للجحيم ؟!
أيها الساعي إلى النجاة .. تعلم من الحمام على الأغصان هديلها .. و أنشد لحن الأوبة في الروضات عائدا .. و سارع لتستغفر ممن أسأت إليه .. و انتهكت في غفلة حرماته .. و جدد بالعزم درب الفلاح عائد .. و احذر أن تفعل بصالحات أعمالك كرماد اشتدت به ريح في يوم عاصف ..
|| و كن من التائبين يكن لك طوبى و زيادة || فهيا حلق بالطاعات، و طهر لسانك من كل الغدرات
و جدد عهدا مع الله بأنك تحفظ لسانك من تعمد الغيبة و استغفره على ما مضى من سالف عمرك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
جزيت خيراً أيتها المتميزة لما سطرته أناملك الخيرة