الشباب الطموح إلى أين؟
الإنسان عندما يولد يكون مُفعما بالطاقة والحيوية، فتراه يتحرك دون قصد، هكذا هي فترة الفتوة اليقضة، ولكن نرى الكثير من الشباب يتحجج بعدم توفر السبل إلى العلم أو الوظيفة، مع عبارة رنانة "الدولة للأجانب"، وبهذا نرى أكثرهم ينحرف للتسكع مع رفقاء السوء ، فمنهم من يُعاقر، وآخر عاق لوالديه، وثالث قد عمّه الهوى، فأستغل وقته كالديك بين الدجاج!!، مع أن الحب الذي قتل، هو حب الأرض الأم للإنسان الذي خلق من ترابها..!
لكنه يرتقِ ويسمو بمجرد أن يعيش في كنف:" وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ"
ثُلة مختارة من الشباب..بتفكير منطقي.
رغم أن السبل المتاحة للإبداع والإبتكار موجودة لو أنهم استغلوا الهبة والنعمة المهمولة في عقولهم، حيث أن الله قد أودع فيهم ما يغبطهم عليه بقية الأمم، وقد رأينا هذا من المنافسات العقلية التي يفوز فيها دائما بالمراكز المتقدمة بنوا العرب، أتسائل: هل تأمل هؤلاء الشباب يوماً أنهم ثُلة مُختارة من البشر ليُعمروا هذه الأرض؟! " وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"
ثم أن الله لم يكتفي بأن وهب لهم السمع والأبصار والأفئدة بل قال:" وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا"
ونعمةً واحدة يا أيها الشباب لن تستطيعوا إحصائها، فكيف وأنتم لا تستغلونها أصلاً ؟؟، والله قد جعل لكم السماوات السبع والأرض وما فيهن، قال جل علاه:" أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً".
إذن فالكون والحياة خُلقا للإنسان.
الاستغلال الأمثل للطاقة الشبابية:
"إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ"، فإن كنتم أنتم الذين حملتم هذه الأمانة العظيمة، فإنه ولا ريب أن الله قد أحسن الاختيار فيكم يا بني آدم، ولكن لابد من عمل ، لابد من إتقان، لابد من إخلاص، لابد من علم فبه ترتقِ الأمم، ولكن كيف يحدث هذا؟
أقول: بالقراءة، فإن الكثير منا إلتهى عن القراءة وعدها من الأمور الفرعية، بل قد تدخل عند الكثير ضمن "الوقت الضائع" بينما يعدها العلماء، شريان الحياة، فها هو إمام السنة والأصول سعيد القنوبي _حفظه الله_ يكمل كتابا من مئات الصفحات دون استشعار بأنه قراءه واقفاً.
القراءة ركيزة أساسية في الإبداع وفي الابتكار وفي التفكير كتفكير العقلاء، فالله يُنادينا ويُخاطبنا ويدعونا ويأمرنا بقوله:"إقرأ" خطاب رباني شمل أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كانت هذه الكلمة بداية لأن ترتقِ هذه الأمة وتمحو الأمية، " فلو قيل افهم أو قيل ادرك أو قيل تبين أو قيل اعلم لما وفت هذه الكلمات بمدلول هذه الكلمة. إن كلمة (اقْرَأْ) تدل على أن هنالك قراءة لمكتوب ، وأن هذه القراءة تكون مصحوبة بأدوات العلم من القلم والمداد والأوراق أو الرّق مما يدون فيه هذا الذي يكتب ، وهذا مما أكده ما جاء من بعد: ((اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ )).
وقد امتنّ الله سبحانه وتعالى في هذه الآيات بأنه مع كونه خلق الإنسان من علق علّمه بالقلم وعلّمه ما لم يعلم ، فالقلم إذن وسيلة لحفظ العلم وكل ما كان وسيلة لحفظ العلم فهو كذلك"(الشيخ بدر الدين أحمد الخليلي).
وأين الوظيفة؟؟
إن الوظيفة لا تتوجب أن تكون في كرسي على مكتب بارد ، وبراتب مرموق، وإنما هي بحسب تطلعات الشخص، وطموحه،
فكن رجلاً رجله في الثرى وهامة همته في الثرياوأهم من ذلك هو سعيه لتحقيق ذلك، فأنت قد خلق الله لك ما في السماوات والأرض، وأعطاك السمع والبصر والفؤاد لتفقه وتبدع وتبتكر، ولم يكتف بهذا وحسب بل:" وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ"
فأنت باستطاعتك إن جلست مع نفسك بعد صلاة الفجر في الهواء الطلق الذي له تأثيرا علميا عجيبا على الدماغ، فتسترخِ وتأخذ نفساً عميقاً، وتجول بفكرك في قلبك هذا القلب الذي حوى طاقة هائلة توازي طاقة الكهرباء الموجودة في مدينة مسقط العامرة وضواحيها وقد يكون أكثر وزيادة، ثم تسأل نفسك: ما هي قدراتي؟ ما هي إمكانياتي؟ أين أبدع؟ وكيف أخرج إبداعي؟ ومن هم الذين قد يتعاونون معي؟
ارسم الخطة وضع أمامك" هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"
وثق:"من أخلص لله ، أخلص الله له"
ومن أجمل القصص أن شاباً كان يعمل في الإجازة الصيفية أي عمل كان وعندما بلغ صف 12 قد بلغت أمواله في الآلاف.
لافتة..
صحيح أن الله قد استأمننا ولكنه أردفه بقوله:" إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا" فألزم نفسك دائما بقولك:" مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ"
صحيح أن الله قد أعطانا من كل ما سألناه، ولكنه وصفنا بقوله سبحانه جبار السموات والأرض:" إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ"
فضع أمامك عند ابتداءك بتدوين الخطة:" إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ"
ولا تكن من:" "الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا".
فإن في الحياة 80% يتنفسون ليعيشون، و15% يكافحون قليلاً ثم يستسلمون، وأرجو أن نكون نحن المسلمين من الخمسة في المئة 5% الذين يبتكرون وينتجون، " هُمُ الْفَائِزُونَ".
بصراحة موقع متميز بكل ما تحمله الكلمة من معنى,بوركتن أخوات الصلاح وبورك مسعاكن وبصراحة افتخر بأني عضوة في هذه الجماعةوأسأل الله الإخلاص في القول والعمل
ردحذفبارك الله فيك أخت الإسلام، بكم نصل إلى التميز، فلنمض معا لنصنع الإبداع مصحوبا بالإخلاص لله تعالى.
ردحذفما شاء الله ..بورك مسعاكن صراحة وبدون أية مجاملة كل ما قرأته من هذه المدونة حرك همتي وأستشعر فيها روعة الإحسان والخير..أسال الله بعدد من صلى وسجد وسبح وعبد أن سعدكن للأبد
ردحذف